الدبورالشرقي
د. نزار حداد
.
لدبور الأحمر، دبور البلح،
الدبور الشرقي(Vespa orientalis) جميعها أسماء لذات الحشرة وتنتمي
هذه الحشرة إلى رتبة غشائية الأجنحة (Hymenoptera) وعائلة (Vespidae) .
يتواجد الدبور الشرقي في المناطق الجنوبية والشرقية من حوض
البحر المتوسط والمناطق الجنوبية الشرقية من قارة آسيا وفي مصر وأثيوبيا
وشبه الجزيرة العربية.
وتشبه هذه الحشرة النمل والنحل في كونها مجتمعية تعيش في
طوائف وتبني لنفسها أعشاشاً وخلايا لتسكنها.
ففي بداية الربيع تخرج الملكات الملقحة من سباتها الشتوي
فتبدأ بتأسيس طائفتها معتمدةً على نفسها في جميع الأعمال؛ من اختيار موقع
العش وبناء العيون السداسية ووضع البيض ورعايته ويتطور هذا العدد القليل من
العاملات ليصبح أثناء الصيف طائفة كبيرة تتجاوز بضع مئات من الأفراد. تقوم
العاملات في الطائفة بعدة وظائف منها العناية باليرقات، والدفاع عن الطائفة
وحراسة الخلية والتحكم بدرجة الحرارة فيها. أما الذكور فتقوم بوظيفة وحيدة
وهي تلقيح الملكة.
يفضل الدبور الشرقي الأراضي البور لبناء عشه أو قد يختار
شقوق الجدران وصناديق النوافذ (الابجورات) والبيوت الطينية وخاصة المهجورة
منها ويستعمل مادة السليلوز والاوراق والكرتون مخلوطة باللعاب لبناء العش
ويتكون العش من أقراص مرتبة بشكل عمودي ويكون لونه من لون مكونات البيئة
المحيطة.
ويعتمد التواصل الداخلي بين أفراد الطائفة على عدد من
المحفزات والأصوات التي تنظم سلوك الأفراد في السروح والتغذية وإيجاد
الطعام وخزنه وغيره من الوظائف.
يحصل الدبور على المواد السكرية من المصادر الرحيقية
المتنوعة في البيئة المحيطة مثل الإفرازات النباتية والمن أو يقوم بافتراس
عاملات النحل أثناء السروح وعند مداخل الخلايا للحصول على مواد بروتينية
والعسل من حوصلة العسل.
كما تفرز يرقات الدبور الشرقي سائل يحتوي على جلوكوز وإنزيم
البرتولتيك وبروتين تتناوله العاملات والملكة ويسد أهم احتياجاتها.
للدبور الشرقي أعداء من الطيور كطير الوروار، ومن
المتطفلات التي تتطفل يرقاتها على عذارى الدبور الشرقي، والإنسان الذي يرى
في هذه الحشرة آفة اقتصادية حيث يقوم بإلحاق خسائر كبيرة بثمار العنب وبعض
المحاصيل الأخرى، ولشدة الضرر الذي تلحقه بثمار البلح يطلق على هذا الدبور
اسم دبور البلح في كل من مصر والعراق ومناطق شبه الجزيرة العربية. ويعد هذا
الدبور مصدر إزعاج كبير لقطعان الماشية التي ترعى في أماكن انتشار أعشاش
الدبابير، كما يتعرض عدد كبير من الناس إلى لسع الدبور وخاصةً رعاة الغنم
في الأراضي البور والأشخاص الذين يكون عملهم أو سكنهم قريباً من أعشاش
الدبابير، مثل البيوت الطينية القديمة والمباني كثيرة الشقوق.
ولا يختلف اثنين من النحالين في بلادنا على أن الدبور
الشرقي واحد من أهم المشاكل التي تواجه قطاع النحل بسبب اصطياده للملكات
أثناء طيران التلقيح مما يؤدي إلى فقدان عدد كبير من طوائف النحل في وقت
مبكر من السنة.
وتجنباً للأضرار التي
يسببها الدبور الشرقي يمكن اتباع أحد الطرق التالية :
- قاعدة حديدية.
- قاعدة خشبية.
- عاسلة مرتفة عن القاعدة الخشبية بحوالي 5سم.
- شبك مخروطي الشكل إلى أعلى.
- حاجز ملكات مثبت بأعلى العاسلة.
يتم وضع لحم مفروم أو سردين أو مادة سكرية على القاعدة
الخشبية في قاعدة المخروط الأمر الذي يسمح للنحل بالمرورمن حاجز الملكات في
حين يتعذر ذلك على الدبور.
� ملاحظات: ينصح بعدم اشعال النار بالمدبرة لأنها لا
تقضي على الدبور بشكل تام بالإضافة إلى ضررها على البيئة المحيطة.
كما ينصح بعدم مكافحة المدبرة نهاراً لأنها لا تقضي
على الدبور السارح.