عفن الحضنة الأمريكي

 American Foul Brood

 

إعداد

د.نزار حداد

م.عمر العدوان

 

في هذا المقال نستعرض وبشكل وجيز بعض المعلومات عن عفن الحضنة الأمريكي والذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى أول مكان اكتشف فيه ، ويسبب هذا المرض خسائر اقتصاديه كبيرة كونه يصيب اليرقات الصغيرة فيؤدي إلى موتها في طور العذراء، وإذا لم يتم الكشف المبكر عن هذا المرض فإنه يقتل الطائفة وينتقل إلى الطوائف الأخرى في المنحل ،ويختلف هذا المرض عن عفن الحضنة الأوروبي في أن عفن الحضنة الأمريكي يصيب الحضنة المغلقة أما  عفن الحضنة الأوروبي فيصيب الحضنة المفتوحة.

 

المسبب المرضي:

المسبب المرضي لهذا المرض هو بكتيريا  Paenibacillus Larvaeوالتي يتراوح حجمها من (2.5-5) مايكرون  وترجع خطورة هذه البكتيريا لكون سبوراتها قادرة على إحداث العدوى والاحتفاظ بحيويتها لعشرات السنين،وتبقى حية حتى عند تعرضها للجفاف والى درجة الغليان العالية.

 

دورة الحياة:

تحدث العدوى عند ابتلاع يرقة نحل عسل بعمر يوم واحد لسبورات بكتيريا عفن الحضنة الأمريكي فتنتشر هذه السبورات بعد يوم من ابتلاع اليرقة لها ، وتتضاعف في المعي المتوسط مخترقة تجويف الجسم عبر جدار المعي فتموت اليرقة بسبب إنتان الهيموليمف أو ما يسمى عند العامة بالدم، ويحدث الموت في مرحلة العذراء ولا يكتشف النحل العذارى الميتة ليزيلها لكون الإصابة تكون عند الحضنة المختومة فيتحول لونها من الأبيض إلى البني الداكن وتتفسخ مصدرة رائحة كريهة شبيهه برائحة السمك ثم تجف العذارى وتصبح كقشرة هشة تلتصق بقعر النخروب، ويقدر عدد السبورات الناتج عن عذراء مصابه بحوالي 5-10 مليون سبور. وعند تنظيف النحل للنخاريب من القشور تتلوث أجزاء الفم بسبورات البكتيريا المسبب للمرض فينتقل التلوث الى الطائفة، وبعد أسابيع قليلة تموت أعداد كبيرة من العذارى فتنخفض أعداد أفراد الطائفة. ثم تنتقل العدوى إلى الخلايا الأخرى، وتبقى هذه الأبواغ قادرة على الحياة لمدة تزيد عن ستين عاماً .

 

طرق انتشار المرض:

  •  استخدام أدوات ملوثة بسبورات المرض وخاصة العتلة والكفوف.

  •  نقل طارات الحضنة من الخلايا المصابة إلى الخلايا السليمة .

  • قدوم المرض مع النحل المرزوم.

  • عن طريق النحل السارق والنحل الضال.

  • تغذية طوائف النحل بعسل ملوث أو حبوب لقاح ملوثة.

 

الأعراض المرضية وطرق التعرف عليها:

خبرة النحال لها دور كبير في تشخيص مرض عفن الحضنة الأمريكي في الحقل ويمكن التعرف على المرض عن طريق ملاحظة:

       أسطح أغطية نخاريب الحضنة مبعثرة ومثقوبة.

   قوام اليرقات التي ماتت يكون لزجاً ويمكن التعرف على ذلك عن طريق استخدام عود ثقاب وإدخال طرفه في كتلة اليرقة الميتة ثم سحبه منها فيخرج مع العود خيط من السائل اللزج بطول يقارب 2.5 سم.

       تغير لون اليرقة من الأبيض إلى البني الغامق.

       بروزلسان العذراء اًلمصابة إلى أعلى

       جفاف اليرقات بعد أسابيع لتصبح على شكل قشرة هشة قابلة للكسر ملتصقة بجدار النخروب.

       انتشار رائحة كريهة كرائحة السمك عند الكشف على الخلية.

 

تشخيص المرض مخبرياً:

يمكن اللجوء للفحص المخبري لتشخيص مرض عفن الحضنة الأمريكي عند الشك في التشخيص الحقلي ومن هذه الاختبارات :

   اختبار الحليب(Holst Milk Test )ذ: يتم هذا الاختبار بوضع قشرة من يرقة مشكوك بها في أنبوب ثم يتم وضع 3-4مل من بودرة حليب محلولة في الماء بتركيز 1% ثم يسخن الأنبوب على درجة حرارة 37مْ ،فإذا وجدت سبورات المسبب المرضي لمرض عفن الحضنة الأمريكي يصبح المحلول المعلق صافياً خلال 10-20 دقيقة ، أما إذا استخدمت عينات من يرقات مصابة بعفن الحضنة الأوروبي أو مرض تكيس الحضنة لا يصفى المحلول ويبقى عكراً.

   اختبار صبغة غرام(Gram Test): يمكن استخدام صبغة غرام لتشخيص أمراض النحل للتفريق بين البكتيريا عن طريق الشكل.

   هنالك طرق أخرى لتمييز عفن الحضنة الأمريكي مخبرياً ومن هذه الطرق استخدام تقنية الأجسام المضادة الفلوريةFluorescent Antibody Technique  وأيضا استخدام اختبار الكتاليز Catalase Production.

 

الوقاية والعلاج:

يعد الكشف المبكر والعلاج الفوري لمرض عفن الحضنة الأمريكي من الوسائل الفعالة في مكافحة المرض ، ويتم ذلك عن طريق الكشف الدوري على الطوائف ، مع المحافظة على نظافة المنحل والتعقيم المستمر لأدوات النحالة، والحصول على طوائف مقاومة للمرض حيث أن بعض السلالات أكثر مقاومة لعفن الحضنة الأمريكي من غيرها وكان (Park ) أول من برهن اختلاف المقاومة بين السلالات.

 ويلجأ بعض النحالين إلى طريقة هز النحل(كت النحل) (shaking method ) في صندوق جديد وإطارات جديدة ليتم خفض أعداد السبورات المسببة للمرض ليحرق بعد ذلك الصندوق والإطارات القديمة.

 وللتخفيف من عدوى عفن الحضنة الأمريكي يفضل استخدام المضادات الحيوية (اوكسي تتراسايكلين) ويجب إعطاؤها بحسب توصيات أخصائي النحل، علما بأن المضادات الحيوية لا تقتل بكتيريا عفن الحضنة الأمريكي ولكنها تمنع نموها وانقسامها في أمعاء اليرقات، ويمنع منعا باتا استخدام المضادات الحيوية خلال موسم جني العسل ولا يفرز العسل من الخلايا المعاملة بالمضادات الحيوية، ويمكن تطهير معدات النحل باستخدام اللهب أو التدخين بأوكسيد الإيثيلين .

 

ومن القواعد العامة الواجب اتخاذها لحماية المناحل من الأمراض عامة ،عدم شراء أدوات النحالة المستعملة وتجنب نقل الإطارات بين الخلايا إلا عند التأكد من سلامتها ويجدر الإشارة إلى أن تغذية النحل على العسل أو حبوب اللقاح المستوردة أو غير معروفة المصدر يمكن أن تكون سبباً رئيسياً في انتشار عفن الحضنة الأمريكي وغيره من الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية.

 

لمزيد من المعلومات وفي حال الشك بوجود عفن الحضنة أو أي مرض آخر يرجى مراجعة وحدة أبحاث النحل في المركز الوطني للبحوث الزراعية ونقل التكنولوجيا.

 

المراجع :

-         عالم النحل ومنتجاته � د.محمد عباس عبد اللطيف 1974 مصر

-         تربية النحل وإدارة المناحل � د.احمد لطفي عبد السلام 1977 مصر

-         فن النحالة- المهندس دريد نوايا- 2001 دمشق

-         أمراض وآفات نحل العسل � د.مجيد محسن الزبيدي- بغداد

-         الدليل المصور لآفات حضنة نحل العسل � د.نزار حداد ،م.سيف الدين شحادة 2001

-         الدليل الموسمي لرعاية نحل العسل � د.نزار حداد ،م.فيصل نمر،م.جهاد حدادين 2002

-         آفات نحل العسل � ترجمة :محمد دريد نوايا� ترجمة :محمد دريد نوايا 2003

-         Honey bee diseases and pests � Scott-Dupree

-         The Hive and the Honey Bee- DaDant and sons

-         Honey bee pests, predators and diseases � Roger A.Morse and Kim Flouttum